
اصحوا يا عرب… قبل أن تُصبح الأوطان أطلالًا!
بقلم . عبدالحميد نقريش :
في زمن تتغير فيه الحدود، وتُباع فيه القضايا بالمزاد، وتُهدر فيه الكرامة باسم “السلام”، يجب أن نصرخ بأعلى صوت: من لا يحافظ على بلاده، لا يستحق أن يبكي عليها بعد ضياعها!
يا شعوب العرب…
إن الوطن ليس مجرد علم نرفعه في الأعياد، ولا نشيد نردده في المدارس. الوطن هو العرض، هو الكرامة، هو التاريخ الذي ورثناه، والمستقبل الذي سنسلم مفاتيحه لأبنائنا. كل من يفرّط في شبر من أرضه، أو يتخاذل في الدفاع عن حدوده، فليعلم جيدًا أن العتبة إذا زُحزحت، لن تعود كما كانت، وإن عادت فلن تعود كاملة، ولن تعود بغير ثمن باهظ من الأرواح والكرامة.
انظروا حولكم!
كم من وطنٍ عربي تمزق؟ كم من حدودٍ هُتكت؟ كم من شعبٍ شُرّد، وأرضٍ دُنّست، وتاريخٍ أُحرق؟
وكل ذلك بدأ بلحظة سكوت، بلحظة تهاون، بلحظة انشغال عن الوطن بقضايا تافهة… فهل نكرر الخطأ ذاته؟
يا عرب، الوقت ليس في صالحنا. أعداؤنا لا ينامون، يتربصون بنا، يزرعون الفتن، ويستغلون انقساماتنا.
وأنتم؟ تتصارعون على المناصب، على المذاهب، على الهوية، وتنسون أن الأرض التي تحت أقدامكم تُسحب منكم شبرًا شبرًا!
البلاد لا تُحمى بالشعارات، بل برجال ونساء يُدركون أن الوطن ليس مجرد خريطة، بل روح تُدافع عنها حتى النفس الأخير.
لكن… لا زال هناك أمل
رغم كل هذا الألم، لا زلنا نؤمن بأن فجر الأمة لم يُطفأ بعد.
لا زالت هناك قلوب تنبض بالحب للوطن، وسواعد مستعدة للبناء، وعقول تعرف الحقيقة جيدًا.
الأمل موجود، ما دام فينا من يقول: “لن أسمح أن تُهان بلادي”، وما دام فينا من يُربي أبناءه على أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحرية لا تُوهب، بل تُنتزع.
اصحوا يا عرب… قبل أن تُصبح الأوطان أطلالًا!
فاصحوا يا عرب، قبل أن يأتي يومٌ نتحسر فيه على أوطانٍ كانت لنا… ولم نكن لها